وَقَالَ آخر
(ولى عَن الدُّنْيَا بَنو برمك ... وَلَو تولى الْخلق مَا زادا)
(كَأَنَّمَا أيامهم كلهَا ... كَانَت لأهل الأَرْض أعيادا)
وَمِمَّنْ ضرب الْمثل بذلك بعض أهل الْعَصْر فى قَوْله لمولانا الْملك الْمُؤَيد خوارزم شاه
(رعى الله مَأْمُون بن مَأْمُون الذى ... رعاياه مِنْهُ فى زمَان البرامك)
(وَلَا بَرحت أَيَّامه بفعاله ... وإنعامه الْمَشْهُور غر المضاحك)
278 - (جود الْفضل) هُوَ الْفضل بن يحيى بن خَالِد بن برمك وَذكره أشهر وأسير من أَن يُنَبه عَلَيْهِ وَكَانَ يُقَال لَهُ حَاتِم الْإِسْلَام وحاتم الأجواد وَيُقَال حدث عَن الْبَحْر وَلَا حرج وَعَن الْفضل وَلَا حرج وَفِيه يَقُول الشَّاعِر
(مَا لَقينَا كجود فضل بن يحيى ... ترك النَّاس كلهم شعراء)
وَيَقُول يزِيد بن خَالِد الْمَعْرُوف بِابْن حسبات
(ألم تَرَ أَن الْجُود من صلب آدم ... تحدر حَتَّى صَار فى رَاحَة الْفضل)
(إِذا مَا أَبُو الْعَبَّاس جَادَتْ سماؤه ... فيالك من طل ويالك من وبل)
وَيَقُول أَبُو نواس مَا هُوَ أمدح شعر للمحدثين
(أَنْت الذى تَأْخُذ الأيدى بحجزته ... إِذا الزَّمَان على أنيابه كلحا)