275 - (دهن أَبى أَيُّوب) كَانَ لأبى أَيُّوب الموريانى وَزِير الْمَنْصُور دهن طيب الرّيح يدهن بِهِ إِذا ركب إِلَى الْمَنْصُور فَكَانَ النَّاس إِذا رَأَوْا غلبته على الْمَنْصُور وَطَاعَة الْمَنْصُور لَهُ فِيمَا يُريدهُ يَقُولُونَ دهن أَبى أَيُّوب من عمل السَّحَرَة إِلَى أَن ضربوا بِهِ الْمثل فَقَالُوا للذى يغلب على الْإِنْسَان مَعَه دهن أَبى أَيُّوب
276 - (تيه عمَارَة) هُوَ عمَارَة بن حَمْزَة بن مَيْمُون مولى بنى الْعَبَّاس وَكَانَ سخيا سريا جليل الْقدر رفيع النَّفس تياها وَكَانَ خَاصّا بالمنصور وَقَبله بالسفاح يتَوَلَّى لَهما الدَّوَاوِين وَكَانَ الْمثل يضْرب بتيهه فَيُقَال أتيه من عمَارَة قَالَ مَيْمُون بن مهْرَان حَدَّثَنى من أَثِق بِهِ أَن عمَارَة كَانَ من تيهه إِذا أَخطَأ يمضى على خطئه تكبرا عَن الرُّجُوع وَيَقُول نقض وإبرام فى سَاعَة وَاحِدَة الْخَطَأ أَهْون من هَذَا
وَكَانَ السفاح يعرفهُ بِالْكبرِ وعلو الْقدر وَشدَّة التَّنَزُّه فَجرى بَينه وَبَين أم سَلمَة المخزومية امْرَأَته فى بعض الليالى كَلَام فاخرته فِيهِ بِأَهْلِهَا فَقَالَ لَهَا السفاح أَنا أحضر لَك السَّاعَة على غير أهبة مولى من موالى لَيْسَ فى أهلك مثله ثمَّ أَمر بإحضار عمَارَة على الْحَال الَّتِى يُوجد عَلَيْهَا فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُول وَجَاء بِهِ إِلَى السفاح وَأم سَلمَة خلف السّتْر وَإِذا بعمارة فى ثِيَاب ممسكة وَقد غلف لحيته حَتَّى قَامَت فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت أحب أَن ترانى على هَذِه الْحَالة فَرمى السفاح إِلَيْهِ بمدهن ذهب كَانَ بَين يَدَيْهِ فِيهِ غَالِيَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ