وبهذه النظرة التكفيرية الضيقة وبأخلاقيات اللعن والسباب للمسلمين المخالفين تنشئ أجيالاً من المعممين الحانقين على الأمة، المتعاملين في الظاهر بالتقية وحسن المدارات والمضمرين في السريرة بالبغض والرغبة بالانتقام.

ويقول آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي في موسوعته "الفقه" ما نصه: (غير الإثنى عشرية من فرق الشيعة كالزيدية والواقفية والفطحية إذا لم يكونوا ناصبين ومعادين لسائر الأئمة ولا سابين لهم طاهرون (?)، وكذا المخالفون.

أقول] الكلام للشيرازي [: دلت نصوص كثيرة على كفرهم، منها ما عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام وعلي ابنه في حجره – إلى أن قال- قلت: هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال: نعم، من أطاعه رشد، ومن عصاه كفر).

وعن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: منا الإمام المفروض طاعته من جحده مات يهودياً أو نصرانياً)). ثم ساق الشيرازي روايات كثيرة في تكفير المخالفين تأكيداً لما ذهب إليه من تكفير غير الإثني عشرية (?).

وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فحتى منسك الحج الذي يُفترض فيه أن يكون فرصة للوحدة والالتقاء والأخوة الإسلامية يصر هؤلاء على جعله فرصة للفرقة وللتكفير!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015