القاتلات بأجفان بها سقم ... وللمنية أسباب من السقم
فيرى الشاعر أن هناك من جمال المرأة ما يشبه شجرة ألبان في طولها وتمايلها كالرماح التي تسفح دم الرجل، وهنا يعرض أنماطا من النساء، اللعوب التي تعبث بمشاعر الرجل، والتي تتمكن فيه وتصيبه وتسفح دمه، وهؤلاء النسوة الكاشفات وجوههن يشبهن البدور في جمالهن حتى أن الشمس تغير منهن حينما يتحلين بالحلي والأحجار الكريمة والقلائد لانعكاس أشعة الشمس على هذه الحلي وما لها من لمعان وبريق فوق صدورهن؛ ويؤكد الشاعر أن حركة الجفن لهؤلاء النسوة لها تأثير يصل بالمرء إلى المنية ويطرح بعد ذلك حقيقة وحكمة فيقول: أن للموت أسبابا كثيرة، ويربط بين حركة الجفن والمؤثرات الاخرى التي تؤدي إلى الموت وربما كان الشاعر يقصد أن صورة انسدال الجفن وما بها من جمال تكون صورة جميلة قد تؤدي بالمرء إلى المنية لشدة وقع ذلك عليه، وهذا تأكيد لما سبق حينما شبههن بالبدر لجمالهن الذي يصرع من يتعرض لهن.
ويقول شوقي:
العاثرات بألباب الرجال وما ... اقلن من عثرات الدل في الرسم (?)
المضرمات خدودا أسفرت وجلت ... عن فتنة تسلم الأكباد للضرم (?)
الحاملات لواء الحسن مختلفا ... اشكاله وهو فرد غير منقسم (?)
من كل بيضاء أو سمراء زينتنا ... للعين وللحسن في ارام كالعصم (?)
برعن للبصر السامي ومن عجب ... اذا اشرن اسرن الليث بالعنم (?)
وضعت خدي وقسمت الفؤاد ربي ... يرتعن في كنس منه وفي أكم (?)