ويقول:

يا ناعس الطرف لاذقت الهوى أبدا ... أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم (?)

وبهذا يعود شوقي إلى الحبيبة ويظهر بعض صفاتها الجمالية، فهي ناعسة الطرف، وسنانة العينينن، يدعو لها ألاتذوق الحب الذي يثقل كاهل المحب ويعذبه ويضنيه كما أضناه هو وأرقه، ويدعو لمحبوبته أن تنام هانئة قريرة العينين.

ويقول شوقي:

افديك إلفا ولا ألو الخيال فدى ... أغراك بالبخل من أغراه بالكرم (?)

سرى فصادف جرحا داميا فأسا ... ورب فضل على العشاق للحلم (?)

ويريد شوقي أن يؤكد لحبيبته أنه يستطيع أن يعطيها كل ما حاك بخياله من حب وشفقة ورحمة على الرغم من أن حبيبته تبخل عليه بأقل القليل، ويلجأ شوقي للمقابلات بين البخل والكرم وبين المنع واطلاق الخيال، وبين السهر والنوم، وبين الوعى والصمم لتأكيد المعنى المعبر عن حالته النفسية في حبه، وعن حال محبوبته بما فيها من تناقض بينه وبينها مسترجعا ما سمع من الام المحبين واهاتهم في العشق ورغبتهم الدائمة في وصل الحبيب، وشاعرنا لم ير هذا الحبيب إلا عن بعد، ولكنه يأمل أن يراه في الحلم، وربما تكشف له الاحلام عن حقيقة هذا المحبوب. ويقول:

من المؤانس بانا بالربى وقنا ... اللاعبات بروحي السافحات دمى (?)

السافرات كأمثال البدور ضحى ... يغرن شمس الضحى بالحلى والعصم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015