فيشرح الإمام البوصيري معاناته هذا الحب لمن يلومه، فإن حبه طاهر وعفيف، حب عذري، إذ عبر عن خوالج النفس، وأثر هذا الحب فيها دون أن يتعرض للصفات الحسية لمحبوبته، وشاع مثل هذا النوع من الغزل والتعبير عن الحب في قبيلة بني عذرة التي شاعت بين ظهرانيهم قصص الحب الخالدة.

ويقول:

عدتك حالى لا سرى بمستتر ... عن الوشاة ولا دائي بمنحسم (?)

محضتنى النصح لكن لست أسمعه ... أن المحب عن العذال في صمم (?)

فيبين أن النصح واللوم على ذلك الهوى العذري لا يجدي ولا يسمع لأنه في حالة غير حالته العادية، بل يمر بمرحلة لا شعورية خاصة وكل ما قدم له من نصح لا يدركه ولا يعيه لأن شعوره وأحاسيسه غائبة شاردة مع محبوبته بذي سلم.

ويقول:

انى اتهمت نصيح الشيب في عذل ... والشيب أبعد في نصح عن التهم (?)

فان امارتى بالسوء ما اتعظت ... من جهلها بنذير الشيب والهرم (?)

ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ... ضيف الم برأسى غير محتشم (?)

لو كنت أعلم أنى ما أوقره ... كتمت سرا بدا لى منه بالكتم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015