ويستمر كعب فيقول:
يسعى الوشاة جنابيها وقولهم ... انك يابن ابي سلمى لمقتول (?)
وقال كل صديق كنت امله ... لا الهينك اني عنك مشغول (?)
فقلت خلوا سبيلى لا أبالكم ... فكل ما قدر الرحمن مفعول (?)
كل ابن انثى وأن طالت سلامته ... يوما على الة حدباء محمول (?)
بعد انشاد الشاعر نصف القصيدة تقريبا يبدأ في الدخول إلى مأساته الحقيقية، إذ يقول: أن الوشاة قد أبلغوه أنه مقتول لأن الرسول قد أهدر دمه ومن خلال فهمنا للبيت الأول هنا نستطيع أن ندرك أن الشاعر قد هجا الرسول وسخر من الصحابه رضوان الله عليهم فأهدر الرسول صلّى الله عليه وسلّم دمه وأحله، إذ بلغه من بعض الذين سعوا في الأمر بالوقيعة بينه وبين الرسول فأصدر القرار بإهدار دمه فبدأ يسعى لدى من كان يعتبرهم أصدقاءه الذين كان يغشى مجالسهم ليقول الشعر هجاء للرسول صلّى الله عليه وسلّم ومدحا لهم وكان هؤلاء الأصدقاء يحسنون له الأمر ويضحكون من تشبيهاته، ذهب إليهم طالبا الحماية والعون، لكن كل رفاقه قد تراجعوا وكل منهم ادعى أنه مشغول في أموره الخاصة وتهرب من نصرة كعب بن زهير فأصبح بلا أمل ولا رجاء، معرضا للقتل وسفك الدم، ويواجه أحلامه بالحياة الهانئة قد تبددت وأصبحت قاتمة مظلمة، ولكنه ينفض عنه أغلال يأسه ويرد عليهم وعلى هؤلاء الوشاة وعلى هؤلاء الأصدقاء الكاذبين يرد عليهم قائلا اتركوني لا خير فيكم فليس لأي إنسان أن يملك زمام الموت أو الحياة لأن الموت بأمر الرحمن الذي لا إاه إلا هو. ويأمل الشاعر في عفو الرسول عنه وعلى الرغم