الإسلامي وجعلوهم يشربون ويروون الظمأ الذي طال بهم مداه.

ويقول شوقي:

نالوا السعادة في الدارين واجتمعوا ... على عميم من الرضوان مقتسم

دع عنك روما وأثينا وما حوتا ... كل اليواقيت في بغداد والتوم (?)

وخل كسرى وايوانا يدل به ... هوى على اثر النيران والأيم (?)

واترك رعسيس، ان الملك مظهره ... في نهضة العدل لا في نهضة الهرم (?)

دار الشرائع روما كلما ذكرت ... دار السلام لها القت يد السلم (?)

ما ضارعتها بيانا عند ملتأم ... ولا حكمتها قضاء عند مختصم (?)

ونراه يطرح في هذه الأبيات مقارنة بين شريعة الله سبحانه وتعالى التي أنزلها على رسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم وبين الشرائع والقوانين الوضعية فيتعرض للحضارة الرومانية وما سبقتها من حضارة اليونانيين (الأغريق) ويعرض لها قائلا: إذا قارنا بين الحضارتين وبين الحضارة الاسلامية لوجدناها أنها الكفة الراجحة وهي الذهب بين سائر المعادن، كما أنها الياقوت والفضة الخالصة بين الأحجار الكريمة، وإذا ما تعرضنا للفرس وزعيمهم كسرى، نجد أن الشاعر يصفه بأنه كان يتيه فخرا ودلالا على زعماء العالمين بهذا البناء القوى الذي يسمى (الأيوان) والذي نراه بمجرد البشارة بمولد النبي صلّى الله عليه وسلّم ينصدع ويهتز وتتهدم أركانه، بل يشب فيه الحريق ويلطخه الدخان، وفي العودة إلى الماضى نجد أن الشاعر يختار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015