لما أشبهت الاستخارة الدعاء، بل هي دعاء على صورة مخصوصة، كان الراجح أن ما يرتجى فيه قبول الدعاء، هو ما يرتجى بسببه قبول الاستخارة.
ويرتجى قبول الدعاء بما يلي:
أولاً: أن يكون المسلم موقنًا بالإجابة، واثقًا بالله تعالى، صادقًا في دعائه.
وقد مر معنا قوله - صلى الله عليه وسلم -:
((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .. )) الحديث. فلا يستجيب الله لمن لا يوقن بالاستجابة ولا يثق بمن يناجيه، ولا يتوكل على من يلبي طلبه، ويقضي له حاجته.
ثانيا: أن يدعو مخلصًا لله وحده، لا يشرك معه في دعائه أحدًا.
فمن دعا مع الله عز وجل أحدًا، أو أشركه بقول أو عمل، فقد بطل دعاؤه، وفسد عمله.
قال تعالى:
{وأنَّ المساجدَ لله فلا تدعوا معَ الله أحدًا} [الجن، 18].
وقال تعالى:
{وادعوهُ مخلصينَ له الدينَ} [الأعراف، 29].
وقال تعالى:
{قل إنما أدعو ربي ولا أشركُ بهِ أحدًا} [الجن، 20].
فلا يحل لمسلم أن يعلق قلبه - مجرد التعليق - بأحد غير خالقه، ومدبر شئونه، فهو الوحيد القادر على إنفاذ ما يريد، فلا راد لقدره، ولا مانع