ينبغي قيل لذلك: إسراف وتبذير، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]

" الاستقامة ": هي لزوم الصراط المستقيم بأن يستقيم العبد على الإيمان بالله، وأداء فرائضه، وترك محارمه، مداوما لذلك، تائبا مما أخل به من حقوقها، ولهذا قال:

{فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} [فصلت: 6]

أي: مما وقع منكم من الخلل في الاستقامة.

" التوبة والاستغفار ": أما التوبة فهي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا؛ ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود، والاستغفار: طلب المغفرة من الله، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

" التوكل على الله والاستعانة به ": بمعنى واحد هو اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار الدينية والدنيوية، الخاصة والعامة، مع الثقة بالله في ذلك المطلوب.

" المحبة لله والإنابة إلى الله ": هي قوة الود لله لكماله ونعمه الظاهرة والباطنة، وانجذاب القلب إلى الله تألها ورغبة ورهبة في كل المطالب، وطمأنينة القلب بذكره واللهج بدعائه، والرجوع إليه في الأمور الدينية والدنيوية الجليلة والحقيرة، فمن كان قلبه منيبا إلى الله فهو محب لله، والمنيب هو الأوَّاه الرجَّاع إلى الله الأوَّاب إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015