ذلك، ولهذا انقسم الظلم إلى ثلاثة أقسام كلها منافية للعدل: الظلم في التوحيد بالإشراك بالله، قال تعالى:
{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]
وظلم الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وحقوقهم، وظلم العبد نفسه فيما دون الشرك، ولا يتم للعبد العدل الكامل حتى يدع جميع هذه الأقسام، ويتوب إلى ربه مما وقع معه، ويخرج من حق العباد إليهم، ولهذا كان القيام بالدين كله من العدل والقسط.
" العبادة والعبودية لله ": اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد وأعمال القلوب وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبدا متقربا إلى ربه بذلك، ولا تتم العبادة إلا بالإخلاص: " الإخلاص لله وحده ": بأن يقصد العبد وجه الله ورضاه وثوابه في أعماله الظاهرة والباطنة، وضده العمل للرياء والسمعة، ولأجل عرض الدنيا، وميزان هذا قوله تعالى عن خيار الخلق:
{يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} [المائدة: 2]
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» ، وجميع الأعمال على هذا النمط، وقد يراد بالهجرة هنا الهجرة العامة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «والمهاجر من هجر ما نهى الله ورسوله عنه» .
" الخوف والخشية والخضوع والإخبات والوجل ": معانيها متقاربة، فالخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه