ومنها: ما أكرم الله به عيسى بأن جعل له حواريين وأنصارا في حياته وبعد مماته في بث دعوته والنصر لدينه، ولذلك كثر تابعوه، ولكن منهم المستقيم، وهو الذي آمن به حقيقة، وآمن بجميع الرسل، ومنهم المنحرف، وهم الذين غلوا فيه، وهم جمهور من يدعي أنه من أتباعه، وهم أبعد الناس عنه.
ومنها: أن الله أثنى على مريم بالكمال بالصديقية، وأنها صدقت بكلمات ربها وكتبه، وكانت من القانتين، وهذا وصف لها بالعلم الراسخ، والعبادة الدائمة، والخشوع لله، وأنه اصطفاها وفضلها على نساء العالمين.
ومنها: أن إخبار الله للنبي بهذه القصة وغيرها مفصلة مطابقة للحقيقة من أدلة رسالته وآيات نبوته لقوله:
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 44]
قصة يوسف ويعقوب عليهما الصلاة والسلام هذه القصة من أعجب القصص، وذكرها الله جميعا، وأفردها بسورة مطولة مفصلة تفصيلا واضحا، قراءتها تغني عن التفسير، فإن الله ساق فيها حالة يوسف من ابتداء أمره إلى آخره، وما بين ذلك من التنقلات واختلاف الأحوال، وقال فيها:
{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} [يوسف: 7]
فلنذكر ما يستنبط من هذه القصة العظيمة من الفوائد، فنقول مستعينين بالله:
* ذكر ما فيها من الفوائد:
منها: أن هذه القصة من أحسن القصص وأوضحها؛ لما فيها من أنواع