عن ابن عباس: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} أي: من المال. وفي رواية: لعلمت إذا اشتريت شيئًا ما أربح فيه، فلا أبيع شيئًا إلا ربحت فيه ولا يصيبني الفقر. وقال ابن زيد في قوله: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} ، قال: لاجتنبت ما يكون من الشر واتقيته.
قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) } .
عن قتادة: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ} استبان حملها. وقال السدي: {فَلَمَّا أَثْقَلَت} كبر الولد في بطنها، {دَّعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ، قال ابن عباس: أشفقا أن يكون بهيمة.
وقال سعيد بن جبير: لما هبط آدم وحواء ألقيت الشهوة في نفسه فأصابها فليس إلا أن أصابها حملت، فليس إلا أن حملت تحرك في بطنها ولدها قال: فجاءها إبليس فقال: ما هذا أترين في الأرض إلا: ناقة، أو بقرة، أو ضائنة، أو ماعزة، أو بعض ذلك؟ قالت: والله ما من شيء إلا وهو يضيق عن ذلك، قال: فأطيعيني وسمّيه عبد الحارث تلدي شبهكما مثلكما، قالت: لآدم عليه السلام فقال: هو صاحبنا الذي قد أخرجنا من الجنة، فمات ثم حملت بآخر فجاءها فقال: أطيعيني وسمّيه عبد الحارث، وكان اسمه في الملائكة (الحارث) ، وإلا ولدت ناقة، أو بقرة، أو ضائنة، أو ماعزة، أو قتلته، فإني أنا قتلت الأول، قال: فذكرت ذلك لآدم، فكأنه لم يكرهه، فسمته عبد الحارث، فذلك قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} ، يقول: شبهنا