قوله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (187) } .
عن السدي: قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} ، يقول: متى قيامها {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} ، يقول: لا يرسلها لوقتها إلا هو {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ، يقول: خفيت في السماوات والأرض، فلم يعلم قيامها متى تقوم ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل. وقال ابن جريج: إذا جاءت انشقّت السماء وانتثرت النجوم، وكوّرت الشمس، وسيّرت الجبال، وكان ما قال الله فذلك ثقلها.
وعن قتادة: {لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} قضى الله أنها لا تأتيكم إلا بغتة، وذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «إن الساعة تهيج بالناس، والرجل يُصْلِح حوضه، والرجل يسقي ماشيته، والرجل يقيم سلعته في السوق، ويخفض ميزانه ويرفعه» . {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} ، قال مجاهد: استحفيت عنها السؤال حتى علمتها، {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} .
قوله عز وجل: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) } .