حقب جاء حقب بعده، وذكر لنا أن الحقب ثمانون سنة من سني الآخرة. وعن الربيع: {لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً * إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} فاستثنى من الشراب: الحميم، ومن البرد: الغساق. وقال مجاهد: هو الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده وعن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أن دلوًا من غساق يهراق إلى الدنيا لأنتن أهل الدنيا» . رواه ابن جرير.
وعن ابن عباس: قوله: {جَزَاء وِفَاقاً} يقول: وافق أعمالهم. قال قتادة وافق الجزاء أعمال القوم أعمال السوء {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَاباً} قال ابن زيد: لا يؤمنون بالبعث ولا بالحساب. وقال قتادة: لا يخافون حسابًا {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً} قال البغوي: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي: بما جاء به الأنبياء {كِذَّاباً} يعني: تكذيبًا. {وَكُلَّ
شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً} أي: وكل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ. وقال ابن كثير: أي: وقد علمنا أعمال العباد وكتبناها عليهم وسنجزيهم على ذلك إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر. وعن قتادة: ... {فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} ذكر لنا أن عبد الله بن عمرو كان يقول: ما نزلت على أهل النار آية أشد منها: {فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} فهم في مزيد من عذاب الله أبدًا.
قوله عز وجل: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً (36) رَبِّ