ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (16) وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً (20) } .
عن قتادة: قوله: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً} ، قال: بلغنا أنهم كانوا يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه: احذر هذا لا يغوينك، فأراني قد ذهب بي أبي إليه وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك. وقال ابن زيد في قوله: {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} لئلا يسمعوا كلام نوح عليه السلام: {وَأَصَرُّوا} ، قال: الإصرار: إقامتهم على الشرك والكفر. وعن مجاهد: قوله: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً} قال: الجهار الكلام المعلن به {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ} قال: صحت {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً} ، قال: فيما بيني وبينهم. وعن قتادة في قوله: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً} إلى قوله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} قال: رأى نوح
قومًا تجرعت أعناقهم حرصًا على الدنيا، فقال: هلموا إلى طاعة الله، فإن فيها درك الدنيا والآخرة.
وعن مجاهد: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} قال: لا ترون لله عظمة. وقال ابن عباس: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟ وقال ابن زيد: الوقار: الطاعة. وعن قتادة: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} طورًا نطفة، وطورًا علقة، وطورًا مضغة، وطورًا عظامًا، ثم كسى العظام لحمًا ثم أنشاه خلقًا آخر أنبت به الشعر، فتبارك الله أحسن الخالقين.
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ