قوله عز وجل: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (4) } .
عن قتادة: قوله: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} قال: أرسل الله المرسلين بأن يعبد الله وحده، وأن تتّقى محارمه، وأن يطاع أمره. وعن مجاهد في قول الله: {إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} ، قال: ما قد خطّ من الأجل، فإذا جاء أجل الله لا يؤخّر. وقال ابن كثير: يقول تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام: أنه أرسله إلى قومه، آمرًا له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم، ولهذا قال: {أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أي: بين النذارة ظاهر الأمر واضحه، {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} ، أي: اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه، {وَأَطِيعُونِ} فيما آمركم به وأنهاكم عنه {يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} ، أي: إذا فعلتم ما آمركم به وصدقتم ما أرسلت به إليكم غفر الله لكم ذنوبكم، {وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} ، أي: يمد في أعماركم، ويدرأ عنكم العذاب. {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، أي: بادروا بالطاعة قبل حلول النقمة. انتهى. ملخصًا.
قوله عز وجل: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا
أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا