قال لي: أفّ قطّ، ولا قال لشيء فعلته: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلتَه) .
وعن الضحاك في قوله: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} يقول: ترى ويرون {بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ} يقول: إنكم أولى بالشيطان {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ
بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} قال مجاهد: ودّوا لو تركن إلى آلهتهم وتترك ما أنت عليه من الحقّ فيما يسألونك. وعن ابن عباس: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} ، والمهين: الكذّاب، {هَمَّازٍ} ، يعني: الاغتياب؛ وقال قتادة: يأكل لحوم المسلمين، {مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} ينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض، {مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ} ، قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: بخيل بالمال ضنين به عن الحقوق {مُعْتَدٍ} ، قال قتادة: معتد في عمله، {أَثِيمٍ} بربّه {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} ، قال الحسن: فاحش الخلق لئيم الضريبة. وروى ابن جرير عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تبكي السماء من عبد أصحّ الله جسمه، وأرحب جوفه، وأعطاه من الدنيا معصمًا، فكان للناس ظلومًا، فذلك العتلّ الزنيم» . قال ابن جرير: ومعنى (بعد) في هذا الموضوع معنى (مع) ، أي: مع العتلّ زنيم. وقال سعيد بن جبير: الزنيم: الذي يُعرف بالشّر كما تُعرف الشاة بزنمتها الملصق. وقال سعيد بن المسيّب: هو الملصق على القوم ليس منهم. وقال الكلبيّ: هو الأخنس بن شريق، وأصله من ثقيف وعداده في بني زهرة. وقال أبو رزين: الزنيم الفاجر. وفي الصحيحين عن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعّف؛ ألا أنبئكم بأهل النار؟ كلّ عتلّ جوّاظ مستكبر» . قال أهل اللغة: الجوّاظ الجموع المنوع.