تَمُورُ} قال الحسن: تتحرّك بأهلها {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} ريحًا ذات حجارة كما فعل بقوم لوط، {فَسَتَعْلَمُونَ} في الآخرة وعند الموت {كَيْفَ نَذِيرِ} ، أي: إنذاري إذا عانيتم العذاب {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} ، أي: إنكاري عليهم بالعذاب، {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ} تصفّ أجنحتها في الهواء {وَيَقْبِضْنَ} أجنحتهنّ بعد البسط {مَا يُمْسِكُهُنَّ} في حال القبض والبسط {إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} .

{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ} ؟ استفهام إنكار {يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ} يمنعكم من عذابه، {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} ، أي: في غرور من الشيطان. {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ

رِزْقَهُ} أي: من الذي يرزقكم المطر إن أمسك الله عنكم؟ {بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ} تماد في الضلال {وَنُفُورٍ} تباعد من الحقّ. ثم ضرب مثلاً فقال: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ} راكبًا رأسه في الضلالة والجهالة، أعمى العين والقلب لا يبصر يمينًا ولا شمالاً وهو الكافر؛ قال قتادة: راكبًا على المعاصي في الدنيا، فحشره الله على وجهه يوم القيامة {أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً} معتدلاً يبصر الطريق وهو {عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} وهو المؤمن؛ قال قتادة: يمشي يوم القيامة سويًّا. انتهى ملخصًا.

قوله عز وجل: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ (27) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (30) } .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015