{فَكَانَتْ
هَبَاء مُّنبَثّاً} قال: شعاع الشمس يدخل من الكوّة ليس بشيء. وعن عليّ رضي الله عنه في قوله: {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً} ، كوهج الغبار يسطع ثم يذهب، فلا يبقى منه شيء. وعن قتادة: {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً} قال: منازل الناس يوم القيامة. {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} أي: ماذا لهم وماذا أعدّ لهم {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} أي: ماذا لهم وماذا أعدّ لهم {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} أي: من كلّ أمّة. وعن عثمان بن أبي سودة أنه قرأ هذه الآية: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} ثم قال: أوّلهم رواحًا إلى المسجد، وأوّلهم خروجًا في سبيل الله. وروى الإِمام أحمد عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أتدرون من السابقون إلى ظلّ الله يوم القيامة» ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «الذين إذا أُعطوا الحقّ قبلوه، وإذا سُئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم» . وعن الحسن أنه أتى على هذه الآية: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} ، فقال: أما السابقون فقد مضوا، ولكن اللهمّ اجعلنا من أصحاب اليمين. وعن ابن عباس: {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} ، قال: مرمولة بالذهب. وقال عكرمة: مشبّكة بالدرّ والياقوت. {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} قال مجاهد: لا يناظر أحدهم في قفا صاحبه. {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} ، قال: لا يموتون. وعن قتادة في قوله: ... {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} قال: الأكواب التي دون الأباريق ليس لها عرى، {وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ} أي: من خمر جارية {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} ليس
لها وجع رأس، {وَلَا يُنزِفُونَ} ، لا يغلب أحد على عقله. وقال البغوي: {وَلَا يُنزِفُونَ} ، ولا يسكرون؛ هذا إذا قرئ بفتح الزاي، ومن كسرها فمعناها: لا ينفد شرابهم. وقال ابن عباس: في الخمر أربع خصال: السكر، والصدع، والقيء، والبول. فذكر الله تعالى خمر الجنّة ونزّهها عن هذه الخصال. وعن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} قال: «صفاؤهن كصفاء الدرّ الذي في الأصداف الذي لا تمسّه