وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (45) مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتْ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62) } .

قال البغوي: قوله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} ، نزلت في الوليد بن المغيرة، كان قد اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - على دينه، فعيره بعض المشركين

وقال له: أتركت دين الأشياخ وضللتهم؟ قال: إني خشيت عذاب الله؛ فضمن الذي عاتبه إن هو أعطى كذا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله، فرجع الوليد إلى الشرك وأعطى الذي عيره بعض ذلك المال الذي ضمن ومنعه تمامه، فأنزل الله عز وجل: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى} أدبر عن الإيمان {وَأَعْطَى} صاحبه {قَلِيلاً وَأَكْدَى} بخل بالباقي؛ وأصله من الكدية، وهي حجر يظهر في البئر يمنع من الحفر {أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} ، ما غاب عنه، ويعلم أن صاحبه يتحمل عنه عذابه؟ {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} يخبر، {بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى} ، يعني: أسفار التوراة {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} ، تمم وأكمل ما أمر به؛ ثم بين ما في صحفهما فقال: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي: لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى، ومعناه: لا تؤخذ نفس بإثم غيرها {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} عمل {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} ، في ميزانه يوم القيامة {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى} الأكمل الأتم {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} ، أي: منتهى الخلق ومصيرهم إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015