قوله عز وجل: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) } .

عن ابن عباس: {وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ} ، قال: كانت ملاعب يلعب له تحتها. وقال مجاهد: كان يمدّ الرجل مستلقيًا على الأرض ثم يشدّ يديه ورجليه ورأسه على الأرض بالأوتاد. وعن قتادة: {إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} ، قال: هؤلاء كلّهم قد كذّبوا الرسل فحقّ عليهم العذاب، {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} ، يعني: أمة محمد، {مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} ، يعني: الساعة ما لها من رجوع ولا ارتداد، {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا} ، أي: نصيبنا، حظّنا من العذاب قبل يوم القيامة، قال: قد قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقًّا فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.

وقوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ، يقول تعالى: اصبر يا محمد على ما يقول قومك، فإن الرفعة والعاقبة لك، كما كانت للرسل قبلك. وعن مجاهد قوله: {ذَا الْأَيْدِ} ، قال: ذا القوة في طاعة الله، {إِنَّهُ أَوَّابٌ} إنه رجاع عن الذنوب. وقال قتادة: كان مطيعًا لله كثير الصلاة. {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} ، قال: يسبّحن مع داود إذا سبّح بالعشيّ والإشراق، {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً} مسخرة، {كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ} ، أي: مطيع. ... {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} ، قال ابن كثير: أي: جعلنا له ملكًا كاملاً من جميع ما يحتاج إليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015