أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} ، قال: قال عامر الشعبي: أما غسان: فقد لحقوا بالشام، وأما الأنصار: فلحقوا بيثرب، وأما خزاعة: فلحقوا بتهامة، وأما الأزد: فلحقوا بعمان فمزّقهم الله كل ممزَّق؛ وقال الأعشي ميمون بن قيس:
وفي ذاك للمؤتي أسوة ... ومأرب عفا عليها العرم
رخام بَنَتْهُ لهم حِمْيَرٌ ... إذا ما نأى ماؤهم لم يرم
فأروى الزروع وأعنابها ... على سعة ماؤهم إذ قسم
صاروا أيادي ما يقدرو ... ن منه على شرب طفل فطم
وعن قتادة قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} ، كان مطرف يقول: نِعْمَ العبد الصبّار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر. وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله تعالى له قضاء إلاَّ كان خيرًا له، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلاَّ للمؤمن» .
* * *