فإذا ارتفع أتت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه؛ يَقيل عند قوم بينه وبينهم شهر، ويمسي عند قوم بينه وبينهم شهر، ولا يدري القوم إلا وقد أظلّهم معه الجيوش والجنود. وقال الحسن: كان يغدو فيَقيل في إصطخر، ثم يروح منها فيكون رَواحها بكابل.

وعن ابن عباس قوله: {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} ، يعني: عين النحاس أُسليت. وقال قتادة: كانت بأرض اليمن.

وقوله تعالى: {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا} ، قال قتادة: أي: يعدل منهم عن أمرنا، عما أمره به سليمان، {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} ، وقيل: إن الله عز وجل وكلّ بهم ملكًا بيده سوط من نار، فمن زاغ منهم عن أمر سليمان ضربه ضربة أحرقته. قال الحسن: الجنّ: ولد إبليس، والإنس: ولد آدم، ومن هؤلاء مؤمنون، ومن هؤلاء مؤمنون، وهم شركاؤهم في الثواب والعقاب، ومن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنًا فهو وليّ الله تعالى، ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرًا فهو شيطان.

وعن مجاهد في قوله: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ} قال: بنيان دون القصور، {وَتَمَاثِيلَ} ، قال: من نحاس، {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} ، قال الحسن: كالحياض. {وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} ، قال قتادة: عظام ثابتات في الأرض لا يزُلن عن أمكنتهنّ.

وقال البغوي: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ} أي: المساجد والأبنية المرتفعة، {وَتَمَاثِيلَ} ، أي: صورًا من نحاس وصفر، وشبه، وزجاج، ورخام، قال: ولعلّها كانت مباحة في شريعتهم، كما أن عيسى كان يتّخذ صورًا من الطين فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله، {وَجِفَانٍ} ، أي: قصاع، واحدتها: جفنة، {كَالْجَوَابِ} : كالحياض التي يجبى فيها الماء، واحدتها: جابية، {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} ، ثابتات لها قوائم لا تحركن عن أماكنها لعظمهنّ، ولا يزلن ولا يقلعن، وكان يصعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015