وعن أنس رضي الله عنه قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة: «اذهب فاذكرها عليَّ» . فانطلق حتى أتاها وهي تخمّر عجينها قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، وأقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها فولّيتها ظهري ونكصت على عقبيّ وقلت: يا زينب أبشري، أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتى أؤامر ربي عز وجل، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن.

وروى البخاري وغيره أن زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتقول: (زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات) .

وقوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً} .

قال البغوي: أي: حاجة من نكاحها، {زَوَّجْنَاكَهَا} وذكر قضاء الوطر ليعلم أن زوجة المتبني تحل بعد الدخول وعن قتادة قوله: {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً} ،

يقول: إذا طلقوهن؛ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبنّى زيد بن حارثة، {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} .

قال البغوي: أي: كان قضاء الله ماضيًا وحكمه نافذًا وقد قضى في زينب أن يتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} .

قال ابن كثير: أي: فيما أحل الله له وأمره به من تزويج زينب التي طلقها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015