هذه الآية الكريمة فيما ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف، في شأن عبد الله بن أبيّ بن سلول، فإنه كان له إماء فكان يكرههن على البغاء طلبًا لخراجهنّ ورغبة في أولادهنّ ورياسة منه فيما يزعم. قال: وقوله تعالى: {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} هذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له.
وقوله تعالى: {وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي: لهنّ قال ابن عباس: فإن فعلتم {فَإِنَّ اللَّهَ} لهن {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وإثمهن على من أكرههنّ. قال ابن كثير: ولما فصّل تبارك وتعالى هذه
الأحكام وبيّنها، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} يعني: القرآن فيه آيات واضحات مفسّرات، {وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ} أي: خبرًا عن الأمم الماضية وما حل بهم في مخالفتهم أوامر الله تعالى، كما قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ} ، أي: زاجرًا عن ارتكاب المآثم والمحارم، {وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} ، أي: لمن اتقى الله وخافه. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صفة القرآن: (فيه حكم ما بينكم، وخبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله) .
* * *