عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} قال: أمر الله سبحانه بالنكاح ورغّبهم فيه وأمرهم أن يزوّجوا أحرارهم وعبيدهم، ووعدهم في ذلك الغنى فقال: {إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} .

قال ابن كثير وقوله: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} هذا أمر من الله تعالى لمن لا يجد تزويجًا بالتعفّف عن الحرام.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} ، قال البغوي: سبب نزول هذه الآية ما روي أن غلامًا لحويطب بن عبد العزّى سأل مولاه

أن يكاتبه فأبى عليه، فأنزل الله هذه الآية. فكاتبه حويطب على مائة دينار، ووهب له منها عشرين دينارًا.

وعن ابن عباس قوله: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً} ، يقول: إن علمتم لهم حيلة ولا تلقون مئونتهم على المسلمين. وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثة حقّ على الله عونهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والناكح يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله» . رواه البغوي.

وقوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} . قال ابن كثير: كان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت، فلما جاء الإسلام نهى الله المؤمنين عن ذلك، وكان سبب نزول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015