قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) } .
عن ابن عباس قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} ، قال: الاستئناس: الاستئذان. وعن قتادة: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا} . وعن أبي موسى قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فلينصرف» . رواه البخاري. وعن جابر قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دّيْنٍ كان على أبي، فدققت الباب فقال: «من ذا» ؟ فقلت: أنا، قال: «أنا، أنا! كأنه كرهه» . رواه الجماعة. قال ابن كثير: وإنما كره ذلك لأن هذه اللفظة لا يُعرف صاحبها حتى يفصح باسمه.
وعن عدي بن ثابت أن امرأة من الأنصار قالت: يا رسول الله إني أكون في منزلي على الحال التي لا أحب أن يراني أحد عليها، لا والد ولا ولد، وإنه لا يزال يدخل علّي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال، قال: فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا