قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16) } .
قال قتادة: من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ} ، يقول: بحبل إلى السماء البيت، {ثُمَّ لِيَقْطَعْ} ، يقول: ثم ليختنق، ... {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} ؟
وقال البغوي: {وَكَذَلِكَ} ، أي: مثل ذلك. يعني: ما تقدم من آيات القرآن، {أَنزَلْنَاهُ} ، يعني: القرآن، {آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} .
قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) } .
يخبر تعالى عن أهل هذه الأديان المختلفة من المؤمنين ومن سواهم، أنه يحكم بينهم بالعدل فيدخل الجنة من آمن به وأطاعه، ويدخل النار من كفر به وعصاه. قال قتادة: الصابئون: قوم يعبدون الشمس والقمر والنيران، {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} يعبدون الأوثان؛ والأديان ستة: خمسة للشيطان، وواحد للرحمن.
قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ