قوله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) } .
عن مجاهد قوله: {عَلَى حَرْفٍ} ، قال: على شك، {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ} رخاء وعافية استقر، {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} عذاب ومصيبة، ... {انقَلَبَ} ارتد، {عَلَى وَجْهِهِ} كافرًا. وقال ابن زيد: هذا المنافق إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيّرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه، وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق ترك دينه ورجع إلى الكفر.
وقال قتادة: {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ} ، يقول: كثر ماله، وكثرت ماشيته {اطْمَأَنَّ} وقال: لم يصبني في ديني هذا منذ دخلته إلا خير، {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} ، يقول: وإن ذهب ماله، وذهبت ماشيته، {انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} .
وقال ابن زيد في قوله: {يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ} يكفر بعد إيمانه، {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} . {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ} ، أي: في الدنيا، {أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} ، قال ابن
زيد: العشير هو: المعاشر الصاحب. وقال مجاهد: هو الوثن. قال ابن كثير: يعني: بئس هذا الذي دعاه من دون الله مولى يعني: وليًا وناصرًا، {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} وهو المخالط والمعاشر.