قوله عز وجل: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5) مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) } .
عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ} ، قال: في الدنيا.
وقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} ، أي: غافلة.
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس ويذكَرهم به ويعظهم: {إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} . وعن قتادة قوله: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} الآية، يقول: ما ينزل عليهم من شيء من القرآن: {إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} . وقال ابن عباس: ما لكم تسألون أهل الكتاب عما بأيديهم، وقد حرّفوه، وبدّلوه، وزادوا فيه، ونقصوا منه، وكتابكم أحدث الكتب بالله تقرؤونه محضًا لم يُشَبْ؟ !