{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} ، وكذلك اليوم تترك في النار. قال قتادة: نُسُوا من الخير ولم يُنْسَوا من العذاب.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ} .
قال البغوي: أي: وكما جزينا من أعرض عن القرآن، كذلك ... {نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ} أشرك، {وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ} مما نعذّبهم به في الدنيا والقبر، {وَأَبْقَى} ، وأدوم.
قوله عز وجل: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ
مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } .
يقول تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} يبيّن لهم القرآن، {كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ} كديار عاد، وثمود، وقوم لوط، وأصحاب مدين وغيرهم، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى} لذوي العقول. قال ابن عباس: {لذوي النهي} ، يقول: التقى.
وعن مجاهد قوله: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى} الأجل المسمى: الدنيا.
قال ابن جرير: ومعنى الكلام: ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمًّى لكان لزامًا.
قال البغوي: والكلمة الحكم بتأخير العذاب عنهم وأجل مسمى وهو القيامة، {لَكَانَ لِزَاماً} ، أي: لكان لازمًا لهم في الدنيا كما لزم القرون الماضية.