عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» . رواه ابن ماجة.
قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً (114) } .
قال البغوي: {وَكَذَلِكَ} ، أي: كما بينا في هذه السورة، {أَنزَلْنَاهُ} ، يعني: أنزلنا هذا الكتاب، {قُرْآناً عَرَبِيّاً} ، أي: بلسان العرب، {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} عبرة وعظة. قال قتادة: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ما حذروا به من أمر الله وعقابه ووقائعه بالأمم قبلهم، {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ} القرآن، {ذِكْراً} ، أي: حدًا، وورعًا.
وقوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} ، أي: عمَّا يصفه به المشركون. {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} ، قال مجاهد: لا تَتْلُه على أحد حتى نبيّنه لك، {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} .
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {وَقُل} يا محمد: {رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} صحيحًا إلى ما علّمتني أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم. قال ابن عيينة: ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - في زيادة حتى توفّاه الله عز وجل. وفي الحديث الذي رواه الترمذي وغيره أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: «اللهم انفعني بما علّمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني