{وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} . وعن ابن عباس: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ} ، فهو ما كان مع بني إسرائيل من حليّ آل فرعون، يقول: خطؤنا مما أصبنا من حليّ عدوّنا، وقال قتادة: كان الله وقت لموسى ثلاثين ليلة ثم أتّمها بعشر، فلما مضت الثلاثون قال عدو الله السامريّ: إنما أصابكم الذي أصابكم عقوبة بالحليّ، الذي كان معكم، فهلّموا، وكانت حليًّا استعاروها من آل فرعون، فساروا وهي معهم فقدفوها إليه فصوّرها صورة بقرة، وكان قد صرّ في عمامته أو في ثوبه قبضة من أثر فرس جبرائيل، فقذفها مع الحليّ والصورة.
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ} فجعل يخور خوار البقرة فقال: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى} ، وفي رواية: فقالوا هذا إلهكم وإله موسى
ولكن موسى نسي ربه عندكم، قال الله: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ} ذلك العجل الذي اتخذوه، {قَوْلاً وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً} ؟ .
قال ابن كثير: وحاصل ما اعتذر به هؤلاء الجهلة أنهم تورّعوا عن زينة القوم، فألقوها وعبدوا العجل، فتورّعوا عن الحقير وفعلوا الأمر الكبير، كما قال ابن عمر: انظروا إلى أهل العراق، قتلوا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يسألون عن دم البعوضة.
قوله عز وجل: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) } .