هذه الآية: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} ، قال: نهر في جهنم خبيث الطعم، بعيد القعر، يعذّب فيه الذين يتّبعون الشهوات.
وقوله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} ، يعني: أنهم لم يروها، {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً} ، أي: العباد صائرون إلى ما وعدهم الله، ووعده آت لا محالة. وعن قتادة: قوله: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} ، فيها ساعتان: بكرة وعشيّ، فإن ذلك لهم لبس ثم ليل، إنما هو: ضوء، ونور، وقال: كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء
والعشاء يحجب له، فأخبرهم الله أن لهم في الجنة بكرة وعشيًا قدر ذلك الغداء والعشاء. وقوله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً} قال ابن جرير: يقول: من كان بكرة وعشيًا قدر ذلك الغداء والعشاء ذا اتقاء عذاب الله، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. وعن ابن عباس: أن محمدًا قال لجبرائيل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا» ؟ فنزلت هذه الآية: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} . قال: هذا الجواب لمحمد - صلى الله عليه وسلم -. رواه ابن جرير وغيره. وقال سعيد بن جبير: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} من أمر الآخرة، {وَمَا خَلْفَنَا} ما مضى من الدنيا. وعن مجاهد {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} قال: ما نسيك ربك. وعن قتادة: قوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} ، لا سميّ لله ولا عدل له، كل خلقه يقوله ويعترف: الله خالقه، ويعرف ذلك ثم يقرأ هذه الآية: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} . وعن مجاهد في هذه الآية: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} ، قال: هل تعلم له شبيهًا؟ هل تعلم له مثلاً تبارك وتعالى؟ .
* * *