وقوله تعالى: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً * إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً} ، قال ابن مسعود: (اقرأوا القرآن قبل أن يرفع، فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع، يسري عليه ليلاً فيرفع ما في صدورهم فيصبحون لا يحفظون شيئًا، ولا يجدون في المصاحف شيئًا، ثم يفيضون في الشعر) . وعن عبد الله بن عمرو قال: (لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث نزل، له دويّ حول العرش كدويّ النحل، فيقول الرب: مالك؟ وهو أعلم فيقول: يا رب أُتْلَى ولا يُعْمَلُ بي) .
وعن ابن جريج قوله: {لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ} إلى قوله: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} ، قال: معينًا. قال يقول: لو برزت الجن وأعانهم الإنس فتظاهروا، لم يأتوا بمثل هذا القرآن.
قال البغوي: نزلت حين قال الكفار: {لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا} فكذّبهم الله تعالى: فالقرآن معجز في النظم والتأليف والإخبار عن الغيوب، وهو كلام في أعلى طبقات البلاغة لا يشبه كلام الخلق.
قال ابن كثير: وكيف يشبه كلام المخلوقين كلام الخالق الذي لا نظير له ولا مثيل له ولا عديل له. والله أعلم.
* * *