تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً (69) وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } .
عن ابن عباس: قوله: {رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} ، يقول: يُجري الفلك.
وقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} .
قال البغوي: أي: بطل وسقط من تدعون من الآلهة {إِلاَّ إِيَّاهُ} فلم تجدوا معينًا سواه، {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ} ، أجاب دعاءكم وأنجاكم من هول البحر، وأخرجكم {إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} ، عن الإيمان والإخلاص والطاعة، كفرًا منكم لنعمه، {وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً} .
وعن قتادة: قوله: {أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} يقول: حجارة من السماء {ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً}
أي: منعة، ولا ناصرًا. {أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى} أي: في البحر مرة أخرى، {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ} ، وهي التي تقصف ما مرت به فتحطّمه، {فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً} ، يقول: لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك. وعن مجاهد: {ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً} ، قال: نصيرًا ثائرًا.
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} ، أي: بالعقل وحسن الصورة {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} ، في المآكل والملابس والمشارب