وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) } .

قال ابن كثير في قوله: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} ، أي: لكل مدة مضروبة كتاب مكتوب بها، {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} . وعن ابن

عباس أنه قال في هذه الآية: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} ، قال: الكتاب كتابان: كتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. وعن عمر بن الخطاب أنه كان يقول: (اللهم إن كنت كتبت عليّ شقوة أو ذنبًا فامحه، فإنك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة) . وعن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يردّ القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البِرّ» . رواه أحمد وغيره. وعن ابن عباس: {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} ، يقول: وجملة ذلك عنده في أم الكتاب، الناسخ المنسوخ، وما يبدّل وما يثبت، كل ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015