لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللهِ مِن وَاقٍ ْ} .
وقوله تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} أي: صفتها أن الأنهار تجري من تحتها {أُكُلُهَا دَآئِمٌ} لا ينقطع ... {وِظِلُّهَا} لا يزول، {تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ} ، أي: الجنة عاقبة المتقين ومنقلبهم، {وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ} ومصيرهم {النَّارُ} .
قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ (37) } .
قال ابن زيد في قوله: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} قال: هذا من آمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل الكتاب، فيفرحون بذلك، وقرأ {وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ} .
وفي قوله: {وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ} قال: الأحزاب الأمم: اليهود، والنصارى، والمجوس، منهم من آمن به ومنهم من أنكره.
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً} .
قال البغوي: نسب إلى العرب لأنه نزل بلغتهم {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} ، يعني: من ناصر ولا حافظ.
قال ابن كثير: وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة.
قوله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً