ذاكرًا» . رواه الطبراني. وعن أبي سعيد مرفوعًا: «تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة» . وقال قتادة: ذكر لنا أن رجلاً أنكر القرآن وكذّب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل الله صاعقة فأهلكته وأنزل الله:

{وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} ، أي: القوة والحيلة.

وعن ابن عباس: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} ، قال: شهادة أن لا إله إلا الله. وعن عليّ {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} ، قال: التوحيد، {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} ، قال: كالرجل العطشان يمدّ يديه إلى البئر لترفع الماء إليه، {وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} ، قال قتادة: هذا مثل ضربه الله، أي: هذا الذي يدعون من دون الله هذا الوثن وهذا الحجر، لا يستجيب له بشيء أبدًا، ولا يسوق إليه خيرًا ولا يدفع عنه سوءًا حتى يأتيه الموت، كمثل هذا الذي بسط ذراعيه إلى الماء ليبلغ فاه، ولا يبلغ فاه ولا يصل إليه ذلك حتى يموت عطشًا.

{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} فأما المؤمن فيسجد طائعًا، وأما الكافر فيسجد كارهًا. {وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} قال ابن عباس: يعني: حين يفيء ظل أحدهم عن يمينه أو شماله.

وقوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً} .

قال البغوي: قوله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ، أي: خالقهما ومدبّرهما، {فَسَيَقُولُونَ اللهُ} لأنهم يقرّون بأن الله خالقهم وخالق السماوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015