وعن قتادة: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} ، قال بالعقوبة قبل العافية {وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ} ، قال: العقوبات، {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ} هذا قول مشركي العرب، قال الله: {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} لكل قوم داع يدعوهم إلى الله.
قوله عز وجل: {اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11) } .
عن ابن عباس: {اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} ، قال: ما رأت المرأة من يوم دمًا على حملها زاد في الحمل يومًا. وقال أيضًا: {وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ} ، يعني: السقط، {وَمَا تَزْدَادُ} ، يقول: ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تمامًا، وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر، ومنهن من تحمل تسعة أشهر، ومنهم من تزيد في الحمل، ومنهن من تنقص، فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله وكل ذلك بعلمه.
{وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} ، قال قتادة: أي: والله لقد حفظ عليهم رزقهم وآجالهم، وجعل لهم أجلاً معلومًا.
وعن الحسن في قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} ، قال الملائكة: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} ، قال ابن عباس: فإذا جاء القدر خلّوا عنه. وقال مجاهد: ما من عبد إلا به ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما منهم شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءك، إلا شيئًا بإذن الله فيصيبه {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ} .