قال ابن كثير: أي: من كل شكل صنفان. وقال في فتح البيان: أي: صنفين أسود وأبيض، أكبر وأصغر، حلوًا وحامضًا. وعن مجاهد: {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ} ، قال: السبخة والعذبة، والمالح والطيّب. وقال ابن عباس: متجاورات جميعًا، تنبت هذه، وهذه إلى جنبها لا تنبت.

وعن سعيد بن جبير في قوله: {وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} ، قال: مجتمع وغير مجتمع تُسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل. قال: الأرض الواحدة يكون فيها الخوخ، والكمثرى، والعنب الأبيض والأسود، وبعضها أكثر حملاً من بعض، وبعضه حلو وبعضه حامض، وبعضه أفضل من بعض. وقال مجاهد: كمثل صالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد.

قوله عز وجل: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ (5) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) } .

عن قتادة: قوله: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا محمد ... {فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت. وقال ابن زيد في قوله: {وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} ، قال: إن تعجب من تكذيبهم، وهم قد رأوا من قدرة الله وأمره، وما ضرب لهم من الأمثال، فأراهم من حياة الموات في الأرض الميتة، إن تعجب من هذه فتعجّب من قولهم: {أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} ، ولا يرون أنا خلقناهم من نطفة، فالخلق من نطفة أشد أم الخلق من تراب وعظام؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015