وقال في جامع البيان: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، أي: إنه ذو عمل فاسد ولا ولاية بين المؤمنين والكافر، قيل: {إِنَّهُ} ، أي: سؤالك إياي بنجاته عمل فاسد. وعن الضحاك في قوله: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} قال: ليس من أهل دينك، ولا ممن وعدتك أن أنجيه: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، يقول: كان عمله في شرك. {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} .
قال البغوي: يعني: أن تدعوا بهلاك الكفار ثم تسأل نجاة كافر. {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ * قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} . قال محمد بن كعب دخل في ذلك السلام: كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة. وعن قتادة: ودخل في ذلك العذاب والمتاع: كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة.
قوله: {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا} القرآن وما كان علم محمد - صلى الله عليه وسلم - وقومه ما صنع نوح وقومه، لولا ما بين الله له في كتابه.
وقوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} .
قال ابن كثير: فاصبر على تكذيب من كذّبك من قومك وأذاهم لك، فإنا سننصرك ونحوطك بعنايتنا، ونجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة، كما فعلنا بالمرسلين حيث نصرناهم على أعدائهم، {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} . والله أعلم.
* * *