قال البغوي: أي: واحمل أهلك وعيالك إلا من سبق عليه القول بالهلاك يعني: امرأته وأهله وابنه كنعان. {وَمَنْ آمَنَ} ، يعني: واحمل من آمن بك كما قال الله تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} ، قال ابن إسحاق: كانوا عشرة سوى نسائهم. وقال ابن عباس: كان في سفينة نوح ثمانون رجلاً.
وعن مجاهد: {بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} ، قال: حين يركبون ويجرون ويرسون، وقال: الجوديّ: جبل بالجزيرة.
قوله عز وجل: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا
عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) } .
عن ابن عباس قال: ما بغت امرأة نبي قط. قال: وقوله: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} الذين وعدتهم أن أنجيهم معك، وقال: هو ابنه غير أنه خالفه في العمل والنية؛ وسئل عن قول الله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا} ، قال: أما أنه إن لم يكن بالزنا، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون، وكانت هذه تدل على الأضياف.
وقوله تعالى: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} .
قال البغوي: قرأ الكسائي ويعقوب: عَمِلَ. أي: عمل الشرك والتكذيب، وقرأ الآخرون: عَمَلٌ. معناه: أن سؤالك إياي أن أنجيه عمل غير صالح.