الشرك بالله يتضمن نفي الشريك كما أن قوله تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} نهيٌ عن جعل الأنداد لله؛ لأنه لا ند له، فلما كان تعالى لا ند له حَرَّم على عباده أن يتخذوا له أندادا؛ لأن ما يتخذونه أندادا، وشركاء هي ليست أندادا، ولا شركاء إلا في زعم المشركين وظنهم، وإلا فهي مخلوقات مربوبة ناقصة عاجزة.

المقصود إن هذه الآيات ساقها المؤلف استشهادا على أنه تعالى: موصوف بالإثبات، والنفي، وأن الله جمع فيما وصف، وسمى به نفسه بين النفي، والإثبات، فنجد بعض الآيات فيها إثبات، وبعضها فيها نفي فقط، وبعضها يجمع الله فيها بين النفي، والإثبات، وكل إثبات فإنه يتضمن نفي ضده.

فإثبات العلم يستلزم نفي الجهل، والنسيان، والضلال، والغفلة، ونفي هذه الأشياء يتضمن كمال العلم، وهكذا نجد أن أساليب القرآن في وصفه تعالى متنوعة كثيرا، مجملة، ومفصلة، ونصوص الصفات هي أكثر ما في القرآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015