أن لله عينين كما يدل عليه مفهوم ما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:" إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية" (?). ولا يجوز الخروج عن سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو هذا.
وقوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} في موسى عليه السلام يُرَبّى في بيت فرعون على عين الله، والله تعالى يرعاه، ويحفظه، ويحرسه سبحانه وتعالى من كيد الكائدين، وهذه الآية تدل على إثبات العين لله، لكن لا يصح أن يقال: إنها تدل على أنه ليس لله إلا عين، هذا فهم خاطئ لا يصدر إلا من جاهل بدلالات الكلام، فكما أن قوله تعالى {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} لا يدل على أنه ليس لله إلا يد واحدة، لا كما يقوله المغالطون الغالطون المتحذلقون: ليس لله إلا يد واحدة.
مَن كان له يدان يقال: أخذ هذا بيده، ولا يدل أفراد اليد على أنه ليس لله إلا يد؛ إذا قوله {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} لا يدل على أنه ليس لله إلا عين، ولا يَفهم مَن كانت فطرته نقية سليمة من الشبهات، ووساوس الشيطان من هذا الكلام أنه ليس لله إلا عين واحدة. وهكذا قوله تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أعينا، كما أن قوله تعالى {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} لا يدل على أن لله أيدي كثيرة، والحقيقة أنه لولا وجود بعض الأفكار، والوساوس، والتساؤلات لما كان هناك داعٍ لهذا التوقف، لكن هناك إلقاءات شيطانية تكلم بها مَن تكلم بها من أهل البدع، وتكلم بها من تكلم من جهال الناس.
إذاً {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} لا يدل على أن لله أعيناً؛ لأن من قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع أو صيغة الجمع أو صيغة المثنى؛ فإنه يذكر بلفظ الجمع، كقوله تعالى {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [(38) سورة المائدة]