يجب إثباته له، ولا تكييف لصفاته، ولا تمثيل لصفاته بصفات خلقه.

إذاً؛ اعتقاد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات قائم على الإثبات والنفي، إثباتا بلا تشبيه، وتنزيها ـ له تعالى عن كل نقص وعيب ـ بلا تعطيل، خلافا لأهل الضلال، الذين غلوا في الإثبات حتى شبهوا صفاته بصفات خلقه، فيقول قائلهم: له سمع كسمعي، وبصر كبصري، ويد كيَدي، وخلافا لمن غلا في التنزيه، حتى سلب الله صفات كماله، زعما منه أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه.

فلهذا كان مذهب أهل السنة والجماعة بريئا من التشبيه، وبريئا من التعطيل، فلا ينفون ما وصف الله به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته.

فإن الله ذم الملحدين في أسمائه كما قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [(180) سورة الأعراف]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [(40) سورة فصلت].

والإلحاد في أسماء الله يكون بنفيها، أو بنفي معانيها، أو بتسمية الله بغير ما سمى به نفسه، أو بتسمية بعض المخلوقين بما هو من خصائصه -سبحانه وتعالى-.

يقول الشيخ -رحمه الله-: "ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه"

كل هذا تأكيد لما سبق، وأن مذهب أهل السنة والجماعة بريء من هذه الأباطيل: بريء من التعطيل، ومن الإلحاد، ومن التكييف، ومن التحريف، ومن التمثيل.

ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ فإنه سبحانه وتعالى لا سَميَّ له، ولا نِد له، ولا كفو له، وهذا كله منفي في كتابه {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [(65) سورة مريم] {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [(4) سورة الإخلاص] {فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015