وعمل الجوارح: كالصلاة وما فيها من عمل الجوارح؛ كالقيام، والركوع والسجود، والحج وما فيه من عمل الجوارح؛ كالطواف، والسعي، وسائر المناسك؛ فالإيمان يشمل ذلك كله.
فالإيمان بضع وستون شعبة فالصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والصيام من الإيمان، والحج من الإيمان.
قوله: "قول القلب واللسان "
هذا تفصيل لقول أهل السنة: قول القلب واللسان يعني: اعتقاد القلب، وإقرار اللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.
وهذا أتم من قول من يقول: إن الإيمان اعتقاد بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان. صحيح أن هذا يرد مذهب المرجئة، لكن ما ذكره الشيخ من هذه الأمور الخمسة أتم؛ لأنه يستوعب كل جوانب الإيمان.
وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه أن الإيمان قول، وعمل، خلافا لكل من أخرج الأعمال عن مسمى الإيمان؛ فالأعمال من الإيمان، وأدلة ذلك ظاهرة بينة لمن تدبر نصوص الكتاب والسنة.
المسألة الثانية:
أن الإيمان يزيد وينقص، وكثير من المرجئة يقول: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأنه التصديق، وهو شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الإيمان يزيد وينقص، وما دخلته الزيادة دخله النقص، إذا خلا عن الزيادة قال تعالى {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} [(4) سورة الفتح] {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [(2) سورة الأنفال] {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [(173) سورة آل عمران]
فالإيمان يزيد بالطاعة، فكل من كان لله أطوع كان إيمانه أكمل، والتصديق بالقلب يقوى ويضعف.