قال الشيخ: "الإيمان بالقدر على درجتين، وكل درجة تتضمن شيئين .. "

الدرجة الأولى: الإيمان بأن الله علم ما يكون قبل أن يكون بعلمه القديم الأزلي، وعلم ما العباد فاعلون من الطاعات والمعاصي كل ذلك معلوم للرب بعلمه القديم، هذه المرتبة الأولى من الإيمان بالقدر، فلا بد في الإيمان بالقدر من الإيمان بعلم الله السابق هذا شيء.

الشيء الثاني: الإيمان بأن الله كتب مقادير الأشياء عنده في كتاب، وهو: اللوح المحفوظ، وهو أم الكتاب، وهو الكتاب المبين، أو الإمام المبين، وهو الذكر قال تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [(105) سورة الأنبياء]، كتب ذلك بقلم المقادير كما في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " (?).

وفي الحديث الآخر عنه - صلى الله عليه وسلم -:" كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء" (?). فكل ما هو كائن إلى يوم القيامة قد كُتِب {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [(53) سورة القمر].

ومن أدلة المرتبتين: العلم والكتابة قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [(70) سورة الحج].

فجمع سبحانه بين علمه تعالى بكل شيء، واشتمال كتابه على كل شيء، فكل ما في السماء والأرض، وكل ما جرى ويجري في هذا الوجود مكتوب في اللوح المحفوظ، قال تعالى {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015