حساب المؤمن الذي غفر الله له ذنوبه إنما هو عرض أعماله عليه؛ ويسترشد إلى هذا بقول الشيخ: يحاسب الله الخلق، ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه إلى آخره.
وقول الشيخ"كما وصف ذلك في الكتاب والسنة".
هذه الكلمة عامة وهي: إشارة إلى دليل قوله: "ويحاسب الله الخلق ويخلو بعبده المؤمن" فمن أمور الحساب ما دل عليه القرآن، كما في الآيات التي ذكرتُها، ومنها ما دلت عليه السنة، والفقرة الثانية إنما جاءت بها السنة، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر " أن الله يدني عبده المؤمن حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، ثم يقول له: إني سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم " (?).
يقول الشيخ: "وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛ لأنه لا حسنات لهم " ولكونهم لا حسنات لهم؛ لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛ لأن من له حسنات وسيئات توزن أعماله؛ فقد ترجح الحسنات فينجو، وقد ترجح السيئات، فيستوجب العذاب.
وقول الشيخ: "وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته، بل تحصى أعمالهم فيوقفون عليها، ويقرون بها ويجزون بها " كأن هذه العبارة تُشْعِر بأن أعمالهم لا توزن (?)، والقرآن ظاهره ـ والله أعلم ـ أن الكفار توزن أعمالهم؛ فتخف موازينهم قال الله تبارك وتعالى {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [(102 - 104) سورة المؤمنون] الآيات، ونظائر هذا في القرآن متعددة، فالذين تخف موازينهم؛ يبوؤون بالشقوة، وهم الذين يقولون: {رَبَّنَا غَلَبَتْ